ليس ثمة سلطة تعلو فوق سلطة العقل ، ولا حجة تسمو على حجته. - هذه هي نقطة انطلاق فرويد الجذرية في التصدي لمشكلة الدين وعلاقته بالحضارة ومستقبله على ضوء المستتبعات الفلسفية لنظرية التحليل الفلسفي . وليس من قبيل الصدفة أن يكون "مستقبل وهم" - مثله مثل "قلق في الحضارة" و"موسى والتوحيد" قد ظل حتى اليوم بلا ترجمة . فمهما تكن مؤلفات فرويد الأخرى جريئة وخطرة على الايديولوجيا السائدة ، فمن الممكن احتواؤها وامتصاصها بحجة أنها علمية . أما مؤلفاته الفلسفية فخطرها غير قابل للاحتواء ، ولهذا بقي الوجه الجذري والعلماني - لا العلمي فحسب - لفرويد مجهولا لدى القراء عندنا ، كما في كل مكان آخر في العالم .


ج.م45 
  • الشحن: 

تم عمل هذا الموقع بواسطة